أجرى مريض السمنة يبلغ من العمر 17 عاماً ويتجاوز وزنه 280 كيلو جرام، جراحة ناجحة بمركز علاج السمنة في مستشفى د.سليمان الحبيب بالتخصصي.
حيث يقول المريض فيصل المطيري : بدأت معاناتي منذ طفولتي حيث كان وزني يتجاوز 70 كيلو وأنا في العاشرة من عمري، ثم بدأ وزني في التزايد بشكل متسارع حتى وصل وأنا في السابعة عشر من عمري الآن لنحو 280 كيلو جرام، وهو أمر أزعجني كثيراً وحرمني من ممارسة حياتي الطبيعية مثل أقراني، وكان له تبعات سلبية كثيرة على صحتي، فلا أستطيع السير أكثر من خمس دقائق متواصلة، إضافة إلى شعور بالتعب والإجهاد المستمر.
وأضاف قائلاً: لقد أفقدتني السمنة الحياة الطبيعية بشكل كامل، لاسيما عندما بدأت ألاحظ تغير جذري في حياة بعض المصابين بالسمنة من أسرتي بعد إجرائهم العملية، حيث أصبح بإمكانهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ويستمتعوا بالحياة، وهو ما كان يزيد الألم بداخلي، إذ كنت لا أستطيع الحركة أو القيام بأي نشاط، وهو ما أثّر كثيراً عليّ نفسياً واجتماعياً وتعليمياً أيضاً. يواصل المطيري حديثه متأثراً: راجعت مركز علاج السمنة بمستشفى د.سليمان الحبيب بالتخصصي ولله الحمد أجريت لي جراحة ناجحة وأسير حالياً وفق برنامج صحي متكامل وضعه الفريق الطبي.
من جهته قال الدكتور عوض القحطاني استشاري جراحة السمنة والمناظير بالمستشفى أن وزن فيصل شكّل عبء كبير عليه وعلى محيطه الاجتماعي، وكان له تأثير بالغ على مستواه التعليمي وقدرته الصحية والنفسية، ذلك لأن وصول وزنه إلى 280 كيلو جرام أدى إلى فقدانه الكثير من الحيوية لمن هم في عمره. واصفاً حالة فيصل بأنها سمنة مفرطة مميتة.
وأضاف قائلاً: عندما زارنا فيصل أخضعناه لعدد من الفحوصات المخبرية للوقوف على حالته الصحية بشكل دقيق، ومن ثم قمنا بتشكيل فريق طبي من استشاريي التخدير وجرّاحي السمنة لدراسة الحالة ووضع الخطة العلاجية المقترحة.
وواصل د.عوض القحطاني حديثه قائلاً: تم تجهيز المريض لإجراء عملية تكميم المعدة أو "تدبيس المعدة الطولي" واستغرقت نصف ساعة فقط، حيث تم إجراؤها بالمنظار الجراحي عبر ثقوب صغيرة في الجدار الأمامي بالبطن، موضحاً أن أثناء العملية كان هناك دهون كثيفة داخل البطن مع تضخم شديد بالكبد. وعن حالة المريض بعد العملية أوضح د.القحطاني أن الجراحة تكللت بفضل الله بالنجاح، وحالة فيصل مستقرة ولله الحمد.
وبيّن د.عوض القحطاني أن الفريق الطبي وضع برنامج علاجي متكامل لفيصل المطيري حتى يصل إلى النتائج المرجوة بإذن الله، حيث من المتوقع أن ينخفض وزنه بمعدل 65% إلى 75%، وسوف يخضع لمتابعة مستمرة لتقييم النتائج أولاً بأول وتعديل البرنامج العلاجي إذا اقتضى الأمر.
ولفت د.القحطاني إلى أن السمنة تعد واحدة من أكثر الأمراض فتكاً واستنزافاً لاقتصاديات الدول في مجال الرعاية الصحية، حيث أن تكلفة علاج الأمراض المزمنة الناتجة عن السمنة تكلف السعودية سنوياّ نحو 10 مليار ريال، إذ إنها سبب مباشر لأكثر من 40 مرض خطير، مشيراً إلى أن الدراسات والإحصاءات تؤكد أن 35% من الأطفال و65% من الكبار بالمملكة مصابين بالسمنة وهو ما يشير لحجم الخطر الذي يستوجب توعية ورعاية مستمرة ومتكاملة من جميع الجهات.